أحمد سعيد كرامة يكتب:
الحكومة الكارثية .. تفاقم من معاناة الشعب
الشعب وحده من يدفع ثمن تجارب فاشلة وفاسدة للحكومات الشرعية اليمنية المتعاقبة ، أختلفت الأسماء والأشكال والنهج واحد لم يختلف كليا ، نحن نعيش بمرحلة حرب ومأساة حقيقية في جميع القطاعات المختلفة دون إستثناء ، ونحتاج لمهارات وقدرات وكفاءات عبقرية وإستثنائية للخروج من هذا المأزق الخطير .
وصلنا لمرحلة خطيرة وكارثية لم نصلها في أحلك الظروف وأصعبها على الإطلاق ، حتى أثناء الحروب الأهلية الداخلية أو بين شطرين اليمن شمالا وجنوبا لم نمر بهكذا مرحلة ، المصيبة أن هذه المرحلة الراهنة الكارثية نعيشها ونحن تحت الوصاية والسيطرة التامة من قبل التحالف العربي النفطي الأغنى على مستوى العالم ، وإذا لم يقوم التحالف العربي بواجبه الإنساني وليس الأخوي عليه أن يرحل غير مأسوف عليه .
تحالف سخر ويسخر إمكانياته كلها في الجانب العسكري فقط لاغير ، وها نحن ندشن مرحلة جديدة من حروب الوكالة بالساحل الغربي ، والمدنيين لهم رب يراعهم ويتولى أمرهم وحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم ، مزادات علنية كارثية بملايين الدولارات لا طائل منها بالنسبة لشؤون ومتطلبات وتطلعات الشعب .
إذا كنتم تبحثون عن سيولة نقدية من تلك المزادات الدولية الكارثية فهذا ليس وقتها ، نحن بحالة حرب وفي ظل إدارة فاشلة وكارثية وغير مهنية ولا محايدة تدير بنك الشؤوم والافلاس المركزي في عدن ، لماذا لا تشترون بتلك الملايين من الدولارات المزادية مشتقات نفطية وتكليف شركة نفط عدن ببيعها مباشرة للسوق المحلية وضبط الاسعار وتوفير سيولة نقدية محلية .
تبيعون دولارات المزاد للتجار بسعر 1500 ريال يمني تقريبآ للدولار الواحد ، والتاجر يستورد بها بضائعه ويبيعها بسعر 2000 إلى 3000 الف ريال للدولار الواحد ، ما الذي أستفاده الشعب من هذه المهزلة ، فاقمتم معاناة ومأساة الشعب وعمقتم جراحه وحولتوهم إلى مجموعة من الشحاتين على أبواب المنظمات ، وجعلتموه فقير يتسول فتات ريع عائداته النفطية وخيراته من لئام القوم وفاسديهم وناهبي المال العام .
ماذا لو أستوردت الحكومة الشرعية الكارثية خمس سلع أساسية بملايين دولارات المزاد الكارثي ، وباعتها عبر المؤسسة الإقتصادية للمواطنين مباشرة حتى بسعر 1500 ريال للدولار الواحد ، ألن نوقف جشع وهلع تجار الظلم عن ظلمهم للشعب ، ونأخذ بها إستراحة نسترد أنفاسنا لاستقرار السوق المحلي ولو مؤقتا من هذا الماراثون اليومي في زيادة أسعار المواد الغذائية الأساسية وغيرها .
الاخ رئيس الوزراء ، الأخوة الوزراء والنواب والوكلاء والمحافظين وغيرهم من المسؤولين ، مش عيب تستعينوا بخبرات وكفاءات من دول القرن الأفريقي كرواندا وغيرهم ممن مروا بظروف مشابهة بهكذا ظروف نعيشها ، المصيبة أنكم لا تدركون أنكم لا رؤية ولا دراسة جدوى ولا هدف لكم في تسيير السلطة التنفيذية ، العيب أنكم مصيرين على أنكم عباقرة هذا الزمن دون منازع ، ما الذي تغير منذ طرد بن دغر من عدن ، ما الذي تغير بعد دخول وزراء الإنتقالي الجنوبي في حكومة المحاصصة والقسمة الظيزاء ، الذي تغير هو حال الشعب للأسوأ فقط .