أحمد سعيد كرامة يكتب لـ(اليوم الثامن):

حذاري  .. من الهبوط الوهمي للدولار

عندما يقود مجموعة من الهواة وعديمي الخبرة والكفاءة دولة في حالة حرب مستعرة منذ سبع سنوات عجاف ، تكون النتيجة الطبيعية فشل وفساد ونهب منظم للمال العام كحال وضعنا الراهن الذي لا يسر عدو ولا صديق .

فقدان الليرة التركية نصف قيمتها خلال هذا العام يوضح أن الاستقرار السياسي يعتبر أحد أهم أسباب الاستقرار المالي والإقتصادي ، علما بأن تركيا تعتبر من الدول الإقتصادية الكبرى على مستوى العالم ، وهي عضو في مجموعة العشرين .

مجموعة العشرين (بالإنجليزية: Group of Twenty)‏ هي مُنتدى دولي يجمع الحكومات ومُحافظي البنوك المركزية من 19 دولة والاتحاد الأوروبي . تأسست المُنظمة سنة 1999، وذلك بهدف مُناقشة السياسات المُتعلقة بتعزيز الاستقرار المالي الدولي ، وأيضا مُعالجة القضايا التي تتجاوز مسؤوليات أي شخص . وسعت مجموعة العشرين جدول أعمالها مُنذ عام 2008 ، حيث أصبح يُشارك في قممها رؤساء الحكومات أو رؤساء الدول ، فضلاً عن وزراء المالية ووزراء الخارجية ومراكز الفكر .

تحليلي ورصدي الشخصي يقول أن سبب التعافي الوهمي المتواصل للريال اليمني خلال العشرة أيام المنصرمة دون معرفة مبلغ الوديعة أوحتى إقرارها ، وعدم إصدار قرار من قبل الرئيس هادي ورئيس وزرائه معين بإلغاء قرار التعويم أو بتوريد عائدات بيع شحنات النفط الخام المحلي وموارد منافذ حضرموت وشبوة والمهرة ومارب إلى خزينة بنك عدن المركزي ، أعتبره نزول وهمي ليس إلا .

يحدث هذا بعد تعيين المعبقي محافظا للبنك المركزي مع تسريب خبر أن هناك وديعة مالية قادمة ، هو تكتيك إنتهازي من قبل بعض كبار شركات الصرافة والبنوك التجارية للاستحواذ على الوديعة بسعر أقل كسابقاتها من المنح والمساعدات والودائع ، كما أنه في نهاية كل عام يقل الطلب على العملات الأجنبية والإقليمية من قبل غالبية المستوردين بسبب توقف عملية الاستيراد والبدء بالجرد السنوي .

علما بأن الوديعة السعودية السابقة كانت مخصصة للمواد الغذائية الأساسية فقط ، ومع هذا لم يلمس المواطن أي تغيير إيجابي أو إستقرار سعري لتلك السلع ، قلة خبرة اللجنة الإشرافية السعودية على الوديعة السابقة ساهم إسهام كبير في ضياعها بغير مصارفها الحقيقية ، ولهذا لم تحدث أي فرق على مستوى القدرة الشرائية للمواطنين .

عشرات الملايين من الدولارات المزادية لم تحدث أي فرق على مستوى القدرة الشرائية للمواطنين خلال الأسابيع المنصرمة ، بل الأسوأ من ذلك أن مزادات البنك المركزي تماشت إلى حد بعيد مع سعر صرف سوق العملات المحلية بسبب قرار التعويم الكارثي ، وأشك أن بعض من تلك البنوك التجارية التي تقدمت للمزادات تمتلك كل تلك السيولة النقدية المحلية ، وقد تكون واجهة لشركات صرافة وكبار التجار فقط .

لقد تم تجاوز وزارة الصناعة والتجارة الشرعية في المنحة السابقة ، وتم التعامل مباشرة بين المستوردين والبنك المركزي في عدن واللجنة الإشرافية السعودية ، إنحصر دور مركزي عدن على جباية مصارفة دولار الوديعة بالريال اليمني فقط ، من رشح أولئك المستوردين ومن الذي أعطى نصيب الأسد لهذا أو ذاك ، تلك أسئلة تحتاج لتحقيق مستقل ونزيه .

تشارف الليرة اللبنانية قبل نهاية هذا العام للوصول إلى 30 الف ليرة مقابل دولار أمريكي واحد فقط ، القاسم المشترك بين لبنان وتركيا واليمن هو البنك المركزي ، في تركيا تدخل أردوغان في شؤون البنك المركزي وكانت النتيجة كارثية ، وفي لبنان تحوم الشبهات حول محافظ البنك المركزي ، وفي مركزي عدن ندور حاليآ في فلك لبنان .