د. عبدالسلام حرمة يكتب لـ(اليوم الثامن):
ماذا يفعل ملالي إيران في إفريقيا.. الأهداف والآليات
قد تخدعك الصورة للوهلة الأولى عندما تنظر إلى صورهم وشعاراتهم إلا إذا كنت من المحصنين بالفكر والوعي، ولم يلبث الكثير من المخدوعين بهم إن اكتشفوا حقيقتهم وتبرءوا منهم بل ولاذوا منهم بالفرار
تبقى الحقيقة دائما هي الثبات ودائما هي الكيان السرمدي الذي لا يحتاج إلى مزيد من الجهود للظهور فهي كيان تلقائي معبر عن ذاته وشرعيته دون كلفة وعناء، بينما الإدعاء بحاجة إلى صقل وتجميل ووسائل وتوقيتات وأماكن للعرض وربما يجد له آذان صاغية لمنه دوما مهددا بزوال من أتبعه وسار معه، بعد أن يكتشف المغرر بهم الحقائق واضحة بين طيات الإدعاء نفسه، يلوذ بعضهم ويعحز آخر الأخر بسبب انغماسه في خدع وأعمال المدعين وجرائمهم.
ذلك حال نظام الملالي ومن اغتر بادعاءاته في مواجهة الحقيقة إذ بقيت الحقيقة ثابتة ناصعة رغم ما وضع مجرمو طهران عليها وما انفقوا من أموال وما حشدوا من جند وحلفاء.
لم يستطع نظام الملالي بعد استيلائه على الثورة والسلطة إثبات شرعيته وفرض قبوله داخل إيران وكان أقوى رفض واجهه الملالي منذ الوهلة الأولى هو الحقيقة التي تصدت له من داخل المجتمعات المسلمة .. وشعار الاسلام الذي
يدعي ويتسلط باسمه الملالي، ولما كان هذا الرفض مجسدا الحقيقة كاملة في وجه الإدعاء لم يجد الادعاء بدا من المواجهة بالسلاح والدم والباطل والبدع لفرض ذاته أمام الحقيقة التي تهدد كيانه ووجوده وبقي مهددا من يومها واليوم على وشك كنسه وزواله بالحقائق المعبر عنها بصوت الشعب الايراني الرافض لوجود الملالي وادعاءاتهم ولولا التستر بخطاب الدين الذي لا يربط الملالي به سوى الخطاب الملفوظ وسياسة الاسترضاء لكانوا اليوم ذكريات بائسة في ظلمات دهاليز الماضي.
سقط معممو الملالي في إيران وظهرت صورهم على حقيقتها البشعة في مناطق احتلالهم العربية: العراق ولبنان واليمن وعموم المنطقة ولم يعد لهم وجود إلا بسطوة سلاح الإرهاب والإجرام، ولهذا يوسعون قاعدة إجرامهم لتشمل افريقيا ينشرون فيها السلاح وينفقون الأموال على تدريب جماعات مسلحة موالية لهم! تنشر فكرهم الزائف وعقيدتهم العدوانية، وهنا نتساءل هل يصدق عاقل الْيَوْم أن الملالي يساعد المسلمين في شمال أفريقيا وهل هؤلاء بحاجة لمن ينشر الإسلام في أوساطهم وهم حفظة الكتاب وسنة رسوله ومحبي آل بيت رسول الله حبا صادقا لا غلو فيه ولا توظيفا لأغراض التحكم والسيطرة على المسلمين، فهل وصل الملالي إلى مناطق الوثنيين ليبلغوهم تعاليم الإسلام؟ هل ما يدعون إليه يسمى دعوةً للإسلام؟ هل ما يدعون إليه يمت بصلة لنهج المذهب الجعفري في صيغته الطبيعية ضمن مذاهب الامة وتعهدها التاريخي؟ هل رحموا بالمسلمين وغير المسلمين من أبناء الشعب الإيراني؟ هل رحموا بشيعة إيران والعراق ولبنان وغيرهم حتى يرحموا بأبناء معتنقي بقية المذاهب الاسلامية في نيجيريا والسنغال وسيراليون ودول المغرب العربي ؟
ماذا يفعل الملالي في الدول الأفريقية ولماذا هذا المال والسلاح في أوساط المسلمين الأفارقة؟
الدعوة السليمة إلى الاسلام والمسلمين تعتمد القوة الناعمة والدعوة بالحسنى وإظهار حقيقة الاسلام السمحة المسالمة القوة بالحجة والبرهان والانسجام مع الفطرة السليمة التي فطر الخالق عباده عليها، بينما يقوم الملالي بالدعوة إلى الإسلام في أوساط المسلمين الذين يعرفون الإسلام أكثر من الملالي؛ لجعلهم جزءا من وقود معاركه العدوانية ونشر الفتن الطائفية والاقتتال بين طوائف المسلمين.
السؤال هنا هو أي إسلام يدعو الملالي إليه بالسلاح في أوساط مسلمةٍ أساساً ولما السلاح هنا إن لم يكن لفتنة الأشقاء أبناء الدين الواحد بل بين أبناء العشيرة الواحدة، والحقيقة هي أنهم يدعون إلى التشيع للملالي وليس إلى المذهب الجعفري ولا الزيدي فنظام الملالي يبحث عن مناطق نفوذ وليس عن نشر دين أو عقيدة والأولى بالملالي أن يتبعوا الدين الإسلامي والمذهب الجعفري اتباعا صحيحا صادقا.، والدين والعقيدة هنا وسيلة لبلوغ الغاية ليس إلا وعليه فإن السلاح لحماية مناطق وبؤر نفوذه التي أمضى سنين للعمل والإنفاق عليها.
الأهداف والآليات
يستهدف نظام ولاية الفقيه في تحركاته المواضع الهشة من المجتمعات الإفريقية مستغلا فقر الناس فلو كان يبحث عن مساعدة الفقراء ففقراء إيران وأفغانستان أولى … والملايين منهم يقضون جوعا على أراضيه منذ عقود طوال.
نظام الملالي يستهدف أفريقيا معتبرا أنها الحلقة الأسهل لتمرير خداعه ومكائده مستعينا بالخطاب الديني وسيرة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كأداة للعبور ثم يدخل في تنظيم حلقات للطلبة وتأهيل البعض منهم للدراسة والتدريب في إيران ليعودوا إلى بلدانهم رسلا للملالي وجزءا فاعلا من مشروعهم التعبوي من أجل خلق مناطق نفوذ داخل إفريقيا، بالإضافة إلى سعي النظام إلى تكوين بؤر إقتصادية من خلال أفراد عرب وإيرانيين وأفارقة وشركات تلبي الجوانب الأمنية والسياسية في نفس الوقت ويتمدد من خلالها في جميع الإتجاهات.
وبالتالي على الجميع أن يدرك أنه لا يوجد لدى مشروع دعوي إسلامي فهم الأبعد عن ذلك، ولا مشروع دعوي يتعلق حتى بالمذهب الجعفري بل هم مشوهون للإسلام والمذهب الجعفري، ونحن أبناء أمة واحدة نقبل بالإختلافات الفقهية بين مذاهب الإسلام لكننا لا نقبل بالفتنة وتشويه الإسلام وصورته، ويدرك الشعب الإيراني بأكمله أن نظامه مشوه للإسلام والعقائد ولسمعة إيران أيضا ومن منطلق هذا الإدراك رفض الشعب الإيراني هذا النظام منذ تسلطه على رقاب الإيرانيين ويسعى اليوم للخلاص منه بعد تراكم مآسيه غير آبه بالقمع وسياسة الإبادة التي يمارسها النظام بوحشية.
الإنتفاضة الإيرانية خلاصا للشعب الإيراني ولدول وشعوب المنطقة والوقوف إلى جانبها واجب إنساني لدعم السلم والأمن الدوليين.، وللحديث بقية.