افتتاحية حركة مجاهدي خلق:

إيران... دوامة الغليان

تتسع تحذيرات اوساط النظام الإيراني من تدهور الاوضاع التي تشهدها البلاد، مع تسارع تداعيات الازمة المعيشية، انهيار العملة الوطنية، وعجز حكومة ابراهيم رئيسي عن ايجاد سبل الحد من المضاعفات، لتتجه المؤشرات نحو زيادة وتيرة الاحتجاجات الشعبية. 
عبرت مداولات مجلس الشورى بوضوح عن مناخات الرعب التي يعيشها نظام الملالي، حيث أشار أحد الاعضاء إلى “الانهيار اليومي للعملة الوطنية والتضخم الرهيب” الذي شبهه بما حدث في فنزويلا و “الموت اليومي للعتالين” في سبيل كسب العيش.  
تناول نائب آخر الازمة المتفاقمة من زاوية التشكيك  بكفاءة وزير الاقتصاد في حكومة رئيسي العاجزة، مشيرا الى انه عند إزالة العملة التفضيلية ارتفع سعر السلع الأساسية بنسبة 120٪، والسلع غير الأساسية بنسبة 400٪. 
وتطرق البعض لعجز حكومة رئيسي وإفلاسها، وانعكاسات ضعفها على مستقبل النظام، حيث قال احدهم “نعتبر حكومة رئيسي من أضعف الحكومات وأكثرها عجزا” وخاطب الرئيس الجلاد قائلا “يبدو أن قطار التقدم الاقتصادي لحكومتك يحتاج إلى بطل قومي قبل أن يسحق الشعب تحت عجلات انعدام التخطيط، لأننا نرى الحركة السريعة للتضخم وانخفاض قيمة العملة الوطنية من لحظة لأخرى” وتوقع تجمعات للتربويين والمتقاعدين المسنين للمطالبة بحقوقهم. 
انتقلت هذه الاجواء الى وسائل الاعلام الرسمية، حيث حذرت صحيفة اعتماد من فوات اوان التغيير، ولدى توقفها عند الظروف المقبلة رأت ان يوم الغد متأخر جدا للاستجابة لمطالب الجيل الجديد، واكدت على انه في حال الرغبة باجراء تغييرات حسب سرعة الأحداث يفترض ان تتم اليوم، واستبعدت الصحيفة النجاح في منع حدوث ازمات، ورجحت اندلاع احتجاجات في المستقبل القريب بسبب ارتفاع معدلات التضخم وحدة المشكلات الاقتصادية. 
لدى تطرقها إلى فشل حكومة رئيسي ذكرت صحيفة “ابتكار” في احد تقاريرها انه “بعد ما يقرب من عامين على تشكيل الحكومة الثالثة عشرة، لم يفتح أي أفق، ليس للسنوات العشرين القادمة، بل حتى العام الأخير للحكومة 1404 ” واشارت الى ان حكومة رئيسي غير قادرة على تقديم صورة لتطورات عام واحد.  
ومن ناحيتها توقفت صحيفة شرق في احد تقاريرها عند الانتفاضة الشعبية، غياب الافق الحكومي، وافتقار النظام للحلول.  
تطغى المخاوف من ظروف المجتمع القابل للانفجار في اية لحظة، مخاطر الانتفاضة، يأس الوصول الى حلول على اجواء نظام الملالي، مما يرفع نبرة التحذيرات في الخطاب السياسي الذي تستخدمه اوساط حكم الولي الفقيه، ويبقي على حالة الدوران في دوامة الغليان التي تبشر بالتصعيد الشعبي الذي يقود الى تغيير حتمي.  وفي الوقت الذي عقد الشعب والمقاومة الإيرانية العزم على إسقاط هذا النظام وهم مصممون على قرارهم.