ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):

اردوغان وحماية الفلسطينيين

تقيم تركيا اوثق العلاقات مع الكيان المغتصب لفلسطين منذ عقود في مختلف المجالات, بل وصل بها الامر الى تزويد الصهاينة بمياه الشرب نتيجة السدود التي انشاتها على نهري دجلة والفرات  وحرمت العراق وسوريا من حصتهما, لانهما منذ حوالي العقدين دولتان ضعيفتان لا تقويان على استيفاء حقوقهما. 

يقول اردوغان في محاولة اظهار نفسه بانه حريص على الاسلام والمسلمين والاماكن المقدسة في فلسطين: "كما تدخلت تركيا في كارباخ وليبيا تستطيع فعل ذلك الشيء بـ(اسرائيل) ولا يوجد أي شيء لا يمكن فعله", الحديث عن تدخله في كاراباخ,ليس حبا في أذربيجان بل لأنه يكره الارمن ويحاول التنصل من المجازر بحقهم من قبل اسلافه,جميع الدول التي استولى عليها العثمانيون لم تشهد أي تطور علمي او حضري لان  الجباية على الانتاج بالمستعمرات كانت جد مرتفعة وتذهب راسا الى الباب العالي في الاستانة,اما التدخل في ليبيا فقد كان لصالح عملائه ولم يكن يجرؤ على ذلك عندما كانت ليبيا دولة مستقلة ذات سيادة بل كنا نشاهد اردوغان في الصف الثاني عند التقاط صور تذكارية عقب المؤتمرات الاقليمية .

كان من ضمن الاسباب الرئيسية التي زعزعت الامن والاستقرار في سوريا, حيث فتح حدوده معها والتي تفوق 600 كلم لإدخال المرتزقة من كافة اصقاع العالم, والذين اصبحوا يعرفون بالدواعش, فعاثوا في البلاد فسادا من قطع للرؤوس وتدمير للمباني والاماكن التاريخية, اليوم وعندما اخذت سوريا تتعافى يريد ان يتصالح مع النظام وتركيا لا تزال تسيطر على اجزاء من الشمال السوري (مناطق امنة ),المهجرون السوريون في تركيا اصبحوا يشكلون عبئا اقتصاديا وامنيا على تركيا كما الدواعش الذي استقدمهم, ليظهر بانه يريد التنصل من ماضيه القريب المليء بالمجازر في حق السوريين والاكراد في كل من سوريا والعراق .

ربما شهد الاقتصاد التركي في بداية عهده انتعاشا ملحوظا, ولكن مع تدخله في شؤون الاخرين واعتبار بلده دولة عظمى ومحاولة بناء قوة ذاتية لا تراعي مصالح الاخرين وخاصة امريكا التي سببت في انهيار العملة التركية لتنخفض قيمتها بنسبة 90% , ويستجدي المساعدات الخارجية فذهب صاغرا ذليلا الى السعودية والامارات لضخ مليارات الاموال الى خزينته ,وصالح النظام المصري وعمل على طرد قيادات الاخوان, التي اتخذت من تركيا مقرا لها لممارسة اعمالها الاعلامية القذرة .

الحديث عن امكانية تدخله في "اسرائيل" لمناصرة الفلسطينيين ,مجرد بروباغاندا,كلنا نعرفها لإظهار نفسه بانه المنقذ والمخلص للعرب والمسلمين ,انه لن يفعل ذلك فمن يشاهد اخوانه في الضفة والقطاع يعانون مرارة العيش ولم يقم بمساعدتهم اقتصاديا, فحديثه لن يسمن ولن يغني من جوع, حاول جهده بان يعيد للإمبراطورية العثمانية بريقها ولكنه لم يفلح لان الشعوب اصبحت تعي ما يحاك لها وترفض السير في نهج العبودية حتى وان كان "القائد /المنظّر" يتستر بالدين, اردوغان يتشدق بانه يريد ان ينهي مسيرته السياسية بعمل ما قد يخلده,ولكن افعاله الاجرامية بحق شعوبنا وبالأخص التي طالها ما يسمى بالربيع العربي لن تمّحي من الذاكرة . حماية الفلسطينيين اكذوبة لن تنطلي على احد, فتاريخ اردوغان مع شعوبنا العربية سيء جدا.