ميلاد عمر المزوغي يكتب لـ(اليوم الثامن):

التحديات التي تعرقل الحكم الجديد في سوريا

عقد في دمشق ملتقى الحوار الوطني ,يبدو ان الادارة الجديدة استعجلت الانعقاد لأجل رفع العقوبات المفروضة على النظام السابق ولان الدول  الغربية والعربية المطبعة اشترطت  شمول العملية السياسية لكل الطوائف على اختلاف تنوعها العرقي والديني. وقد سبق ذلك مطالبة الشرع بان تتحد كافة الفصائل المسلحة تحت قيادة عسكرية واحدة, ويجب الحفاظ على وحدة الاراضي السورية,وحصر السلاح في يد الدولة.

لقد مثّل اردوغان راس الحربة في الاحداث التي شهدتها سوريا على مدى 13 عاما, لكنه لم يفلح في اسقاط النظام بسبب التدخل الروسي والايراني,وكانت محاولة اردوغان الاخيرة للتطبيع مع النظام السابق لأجل التمهيد لإشراك المعارضين في الحكم, لكن الرئيس بشار اشترط اعادة العلاقات مع تركيا هو سحب قواتها التي تسيطر على مساحات شاسعة من شمال سوريا او وضع جدول زمني للانسحاب وذاك ما لم يظهر اردوغان الالتزام به, الامر الذي جعل اردوغان يقدم كافة المساعدات للمعارضة بما فيها الطيران الحربي المسيّر,وكان سقوط دمشق في اسابيع معدودة.

الجولاني الذي غيّر اسمه وهندامه وفق ارادة اسياده ,ساهم الى حد كبير في زعزعة الامن والاستقرار في سوريا ,سعى الاكراد بشرق الفراد الى التمرد على النظام وكونوا تشكيلا مسلحا  (قسد) لحماية انفسهم من هجمات المرتزقة, ورغم انه لا يوجد قرار اممي بالتدخل في سوريا على غرار ليبيا, الا ان شرق الفرات اصبح تحت سيطرة امريكا, تستفيد من ابار النفط بها وتمول به العصابات المسلحة (الدواعش),ناهيك عن تحالف دولي يعيق القوات الحكومية من بسط سيطرتها على كامل التراب السوري.

يقول الشرع, ان سوريا حررت نفسها بنفسها ,فانه يليق بها ان تبني نفسها بنفسها. ترى هل حقا حرر السوريون او لنقل الفصائل المعارضة لنظام الحكم السابق سوريا بمفردهم دونما تدخل خارجي؟,جميعنا يعلم ان جل من قاتلوا النظام هم مرتزقة من كافة اصقاع العالم جندتهم دول امريكا وبعض الدول الغربية, ودفعت فاتورة الغزو دول النفط العربي, وتم تدريبهم في تركيا التي فتحت حدودها على مصارعها لإدخال هؤلاء المجرمين ليعيثوا في البلاد فسادا وارتكبوا ابشع الجرائم بحق المواطنين وبخاصة المنتمين الى الشيعة والعلويين .

الجنوب السوري اليوم يشهد تصعيدا عسكريا صهيونيا يهدف الى فرض واقع جديد ,قضم اراضي جديدة وخلق مناطق عازلة في الجولان (التي ينسب اليها الرئيس الشرع وهي منه براء/ حيث يعيش الدروز), ويصر الصهاينة على عدم السماح بان تكون هناك نسخة من حزب الله في الجنوب السوري,بل يطالب الصهاينة بالا يكون هناك تواجدا للجيش السوري الرسمي!.كما يسعى الاحتلال الصهيوني الى تكون سوريا الجديدة فدرالية, كما يحاول العدو ان تنضم سوريا الى الاتفاقيات الابراهيمية ,أي التطبيع الكامل.

ترى هل يعمد من قاموا بتمويل الحرب على سوريا واسقاطها, ان يقوموا بدفع ربما نفس القيمة لإعادة اعمارها؟,ربما يقومون بذلك عن طيب خاطر وربما يكونوا مضطرين الى ذلك وفق ارادة العم ترامب, الذي ينتهج سياسة الصراحة مع الحكام العرب التي تحولت الى وقاحة, لامجال لديهم للمناورة فالبقاء في كرسي الحكم رهن بتنفيذ الاوامر وعلى الباغي تدور الدوائر.

هناك عامل مشترك لسقوط عواصم عربية كانت هانئة, بغداد ,طرابلس الغرب, دمشق, وهي التدخل الغربي عبر الاسلام المتصهين.