حنين فضل تكتب لـ(اليوم الثامن):

الدعم الإماراتي في شبوة.. شراكة تنموية تُعزز الاستقرار والتطور

تُجسّد العلاقة بين محافظة شبوة ودولة الإمارات العربية المتحدة نموذجًا متميزًا للشراكة الأخوية التي تتجاوز حدود المساعدات التقليدية إلى بناء مستقبل مستدام يُلبي تطلعات أبناء المحافظة. لقد كانت الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، سندًا حقيقيًا لشبوة في مختلف المجالات، حيث شمل دعمها الإنساني والتنموي قطاعات حيوية كالصحة، التعليم، البنية التحتية، والطاقة، مما ساهم في تخفيف معاناة السكان وتعزيز استقرارهم في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة.

من أبرز مظاهر هذا الدعم الملموس هو مشروع محطة الطاقة الشمسية في شبوة، الذي يُعد هدية كريمة من دولة الإمارات، ممثلة برئيسها الشيخ محمد بن زايد. هذا المشروع الاستراتيجي، بقدرة 53 ميجاوات، مزود بنظام تخزين ليلي ومحطة تحويلية وخطوط ضغط عالي بطول 19 كيلومترًا وبقدرة 33 كيلوفولت، يُمثل نقلة نوعية في قطاع الطاقة بالمحافظة. فقد أسهم المشروع، الذي تتولى تنفيذه شركة "إلكتروميكا إنترناشيونال بروجيكتس" بدعم من الإمارات، في تغطية جزء كبير من العجز في الكهرباء، وخفض تكاليف الإنتاج، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يعزز الاستدامة البيئية ويخفف العبء الاقتصادي عن المواطنين.

إلى جانب ذلك، يبرز الدعم الإماراتي في القطاع الصحي من خلال استئناف تقديم الخدمات الطبية المجانية في هيئة مستشفى سمو الشيخ محمد بن زايد التعليمي بمدينة عتق، والذي تديره مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان بكفاءة عالية عبر شركة عالمية متخصصة. هذا القرار لم يكن مجرد إجراء صحي، بل رسالة إنسانية وسياسية تؤكد التزام الإمارات بدعم الإنسان في شبوة، وتلبية احتياجاته الأساسية، وتخفيف وطأة الحرب وتبعاتها.

كما شمل الدعم الإماراتي قطاعات أخرى حيوية، مثل إنشاء محطات ضخ مياه تعمل بالطاقة الشمسية في مناطق مثل يشبم ونصيب بمحافظة شبوة، والتي استفاد منها آلاف السكان في تأمين احتياجاتهم من المياه النظيفة، مما يعكس حرص الإمارات على معالجة قضايا ندرة المياه التي تفاقمت بسبب النزاعات.

هذا الدعم المتعدد الأوجه ليس مجرد مساعدات مؤقتة، بل هو استثمار في استقرار شبوة ومستقبلها. فقد أسهمت المبادرات الإماراتية في إحداث تحولات كبيرة في البنية التحتية والخدمات الأساسية، مما عزز صمود المجتمع المحلي وقدرته على مواجهة التحديات. إن هذا الحضور الإماراتي الأخوي يُعيد صياغة مفهوم التضامن العربي، حيث أصبحت الإمارات شريكًا أساسيًا في صناعة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المحافظة.

إذ نُثمّن هذا الدور الريادي لدولة الإمارات، ندعو إلى تعزيز هذه الشراكة من خلال المزيد من المشاريع التنموية المستدامة التي تُلبي احتياجات أبناء شبوة وتدعم طموحاتهم نحو مستقبل أفضل. كما نؤكد أن هذا الدعم سيبقى محفورًا في ذاكرة شعب شبوة، كسيرة مشرفة تُكتب بأحرف من ذهب في تاريخ العلاقات اليمنية-الإماراتية.