حسن محمودي يكتب لـ(اليوم الثامن):
الهدنة في إيران: دعوة إلى "الخيار الثالث"
أعلن وقف إطلاق النار في 24 يونيو/حزيران 2025، لكنه لم يحل الأزمة الأساسية في إيران. لسنوات، تذبذبت المجتمع الدولي بين سياستين فاشلتين تجاه طهران: التهديدات العسكرية العدوانية والتساهل الدبلوماسي العقيم. كلاهما وصل إلى طريق مسدود. وقف إطلاق النار يُذكرنا بأن الحل الحقيقي يكمن في "الخيار الثالث" الذي تتبناه المقاومة الإيرانية منذ عقود، وهو تغيير النظام بقيادة الشعب الإيراني نفسه.
قالت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار: "اقتراح وقف الحرب خطوة نحو الخيار الثالث: لا حرب ولا تساهل. دعوا الشعب الإيراني يُسقط خامنئي وديكتاتورية ولاية الفقيه في معركة المصير".
تحذير نبوي تحقق
هذه الاستراتيجية ليست وليدة الأزمة الحالية، بل موقف مبدئي طويل الأمد. في 18 يونيو/حزيران، وخلال كلمتها في البرلمان الأوروبي، ذكّرت السيدة رجوي العالم بتحذير أطلقته من المنصة ذاتها قبل 21 عامًا: "قلت إن الحل لإيران لا يكمن في التساهل أو الحرب، بل في الخيار الثالث: تغيير النظام بقيادة الشعب والمقاومة المنظمة".
لقد أثبتت الأحداث صحة هذا التحذير. التساهل الغربي عزز جرأة النظام، مما أدى إلى صراعات كارثية. وقالت رجوي: "اليوم، نرى أن التساهل أدى بالفعل إلى فرض الحرب". العالم يعيش الآن تبعات تجاهل هذا التحذير النبوي.
الصراع الحقيقي داخل إيران
تركز عناوين الأخبار الدولية على البرنامج النووي أو العدوان الإقليمي للنظام، لكن هذه أعراض لمرض أعمق. الصراع الأساسي، الذي استمر 44 عامًا داخل حدود إيران، هو بين الشعب الإيراني والمقاومة من جهة، والطغيان الديني من جهة أخرى، كما أكدت رجوي.
بدأ هذا الصراع في 20 يونيو/حزيران 1981، عندما سحق النظام مظاهرة سلمية ضمت 500 ألف شخص في طهران، مُظهرًا استحالة التغيير السلمي. كانت تلك بداية "معركة المصير" التي كلفت تضحيات جسيمة، بما في ذلك استشهاد 120 ألف مقاتل من أجل الحرية، وإعدام 30 ألف سجين سياسي في 1988 لرفضهم الخضوع للثيوقراطية. هذا الصراع الداخلي هو مفتاح مستقبل إيران، وليس الدبلوماسية الخارجية.
بديل موثوق برؤية ديمقراطية
الخيار الثالث ليس دعوة للفوضى، بل خطة ملموسة يقودها بديل ديمقراطي: المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. تأسس المجلس في طهران عام 1981 بقيادة مسعود رجوي، ويقدم برنامجًا واضحًا لإيران حرة. قالت رجوي: "نسعى إلى جمهورية ديمقراطية غير نووية، تفصل بين الدين والدولة، وتضمن المساواة بين الجنسين واستقلالية القوميات الإيرانية".
خطة المجلس المكونة من عشر نقاط تشمل إقامة حكومة انتقالية لإجراء انتخابات حرة وعادلة لتأسيس جمعية وطنية تأسيسية خلال ستة أشهر من سقوط النظام. هذه الرؤية تتناقض مع طغيان الملالي والشاه المخلوع، وتمثل مستقبلًا يبنيه الشعب الإيراني.
حان الوقت ليتخلى العالم عن الخيارات السيئة. يجب على المجتمع الدولي أن يتجاوز الثنائية الخاطئة بين الحرب والتساهل، وأن يرى الواقع على الأرض في إيران. السبيل الوحيد للسلام والاستقرار الدائمين هو الوقوف مع الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، التي تضم شبكة واسعة من وحدات المقاومة داخل إيران. كما دعت السيدة رجوي: "حان الوقت للاعتراف بنضال الشعب الإيراني لإسقاط النظام".