كتاب صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث
الشيعة البشعون والاستعلاء الفارسي
هناك كتاب الفته باحثة اجنبية اسمها جويا بلندل اسمه ( صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث) والصادم من هذا العنوان هي تلك النظرة الأصيلة لدى الفرس تجاه كل ما يمت للعرب بصلة، وإن كنا نعرف بان الشعوبية _ جاء في القاموس المحيط أن الشعوبي هو محتقر امر العرب _ التي أنتشرت في بداية العصر العباسي نمت على ايادي الفرس وأنتهت بزوال الحضارة العربية ، إلا أنه من المحير بقاء هذه النظرة الفارسية تجاه العرب في أدبهم الحديث وفي مناهج دروسهم حتى اليوم .
يقول كرماني، أحد هؤلاء المفكرين، واصفا العرب بأنهم عبارة عن حفنة من آكلي السحالي الحفاة العراة البدو الذين يقطنون الصحراء. إنهم العرب المتوحشون الذين جلبوا الدمار للحضارة الإيرانية.
والكتاب ممتليء بمثل هذه الأقوال المحتقنة شوفينية _ عنصرية متطرفة _ تجاه كل ما يمت للعرب بداء من عرقهم السامي الذي يرونه عرق ادني من العرق الآري وحتى لغتهم وملابسهم وأشكالهم، فالمتتبع للنظرة الفارسية تجاه العرب سيصاب بالدهشة والحيرة معا، لأنه ومن المفترض اننا وهم نعتنق دين واحد وأنهم من أكثر الشعوب الذين اختلطوا بالعرب وأندمجوا مع ثقافتهم وأخذوا من لغتهم الكثير، لكن ولأسباب تحتاج إلى بحث ودراسة في النفسية الفارسية حتى يفهم هذا العداء الدائم والغير مفهوم.
بطبيعة الحال هنالك الكثير من الكتب الإيرانية القدمية والحديثة تتحدث بكثير من السخرية والتقليل والإهانة بحق العرب ولا حاجة إلى ذكرها أو التعرض لها، لكن ما حدث أخيرا من تصريحات لقائد في الحرس ثوري الإيراني بشأن حلفائه من الحوثيين له مذاق مختلف، حيث انه إعتراف اولا بأنهم هم من يقفون خلف كل هذا الدمار الذي حل باليمن وثانيا نظرتهم الإستعلائية لمن يفترض بهم أنهم حلفائهم أو حتى اتباعهم ، لأنه لا يمكن ان تصف من استطاع ان يوصلك إلى اعظم إنجاز حديث حققته دولة أيران حسب وصفه وهو باب المندب بأنهم قبيحون وأقزام ومتخلفون، صدقوني الأمر كان يستحق شيء من الإشادة والمديح كنوع من الدبلوماسية والإمتنان، فتدمير بلد بأكلمه وإداخله إلى مرحلة المجاعة والتشرد لأجل فارس وتحقيق أحد أهم احلامها كان يستحق بالتأكيد شيء افضل مما قاله ذلك القائد الثوري في إيران.
أما بالنسبة للحوثيين ، فلا أحد يعلم بحالهم الان بعد إنتشار تلك التصريحات إنتشار النار في الهشيم ، فقد تبدى للجميع عبثية ما يقومون به ، وأن الزج بكل تلك الأرواح وهدم الممتلكات وكل تلك الشعارات ما هي إلا من أجل ان تصل ايران الى باب المندب وتأمينة حتى تقر عين خامئني والقادة في ايران، فالحوثية وفرت ارخص وابسط حربا تخوضها طهران منذ سنين طويلة، فهم لم يكلفوا نفسهم عناء حتى الإعتراف بهم أو بأي تشكيل سياسي أعلنوا عنه ، وكل ما يقومون به هو تهريب اسلحة عبر صيادون في البحر مع تغطية إعلامية دون أية ألتزمات منها سواء كانت التزمات سياسية أو حتى اقتصادية ، فهذا الرخص في العمالة كان يستحق تلك التعابير المهينة .
مساكين من صدقوا وأتبعوا الحوثي وظنوا أنهم يخوضون حربا مقدسا ما بين الإسلام وبين الكفر وأمريكا واسرائيل، مساكين من فقدوا ابناؤهم ومنازلهم ومصادر رزقهم لأنهم اعتقدوا بان شخص تربى وعاش وسط الكهف قد يمنحهم حياة افضل وكرامة اوفر ، مساكين من رأى بلاده تهدم حجرا حجرا بينما المتخلفون والبشعون من أتباع ايران يبنون القصور ويشترون السيارات ويبتعثون ابناؤهم إلى ارقى الجامعات العالمية للدراسة .....وأخيرا مسكين هذا الوطن الذي وقع ضحية لشرذمة طائفية رخيص جدا.