خالد سلمان يكتب:
زيارة معين الى القاهرة صحوة متأخرة
لا احد يستطيع ان يتخطى دور وحجم مصر ،او يفكر باللعب من وراء ظهر الجميع بأمنها القومي، من خلال عقد تحالفات ذات طابع عدواني مع قوى إقليمية، تهدد ليس امن مصر وحدها بل وامن المنطقة.
واخيراً ادركت السلطة اليمنية ،انها كيان دولة او هكذا يجب ان تكون ،لا كيان حزب سياسي ديني، يغلب حساباته السياسية الخاصة ،على حساب مصالح الوطن.
زيارة رئيس الحكومة للقاهرة، تؤكد هذه الصحوة المتأخرة، وضرورة وضع اولويات السياسة الخارجية، على اساس توسيع نطاق الاصدقاء ،لا مراكمة الخصوم.
تركيا خطر حقيقي لن تسمح القاهرة بتمدده ،في مجال نفوذها الحيوي، من ليبيا وحتى اليمن، وان اي محاولة للتذاكي الإخواني، وتحولهم الى كعب اخيل لإدخال وتوسيع النفوذ التركي ،سيواجه، بموقف مصري اكثر صرامة وجدية ،بل وسيهدد اليمن ويضيف لاعب صراع آخر للمنطقة، ويجعله، ساحة مواجهة مصرية تركية اقليمية دولية.
اليمن هش والسياسة الخارجية اكثر هشاشة وتخبطاً، في ترتيب اولويات العلاقات الدولية والاقليمية ،وجدولة دوائر نشاطها بعيداً عن ،استعداء مصر ،على حساب تمرير النفوذ التركي الوافد.
السؤال هو عن اسباب ودواعي ،هذه الصحوة المتأخرة للحكومة اليمنية ،وانفتاحها على القاهرة ،وما اذا كانت قد جاءت بضغط سعودي ،ام برضا اخواني بعد تقييم الاداء ىوحساب المخاطر وجردة الربح والخسارة؟.
مع ان الاخوان يجيدون لعبة استغفال الحلفاء ،وارتداء الاقنعة المتعددة ،والانحناء امام موجات الضغط العالي ،الا ان الحقيقة ،تقطع بأن التقارب مع مصر وتقليم اظافر التواجد التركي ،ان لم يستجب له الأخوان ،ستطيح براسهم من السلطة ،وسترميهم خارج حسابات التسويات والصفقات القادمة ،وهو مايعيه الأخوان جيدا، ويعملون على تلافيه وتقليل مخاطر الانكشاف، والكف عن اللعب المزدوج. ودفع فواتير وإستحقاقات ،مثل هكذا سياسة تقوم على التقية والمراوغة، الانفتاح الإضطراري على مصر ،واللعب من داخل التحالف لصالح تركيا وقطر .