خالد سلمان يكتب:

مواجهات مأرب وخيارات الشرعية

مواجهات عنيفة في مأرب، سقوط العشرات من القتلى، عشرات المسيرات على السعودية، فشل غير معلن للمبادرات، وانتخاب رئيس متشدد في إيران. 

تلك عناوين الراهن السياسي  الميداني، المفتوح على احتمالات تصعيد واسع النطاق، ربما يضع قريباً السطر الأخير لحضور الشرعية، في النصف الشمالي من الخارطة، ويخلط أوراق الصراع مجدداً، بالتوقف عند هذا المدى، أو التدحرج جنوباً صوب محافظات النفط والغاز. 

مواجهة مأرب تضع خيارات جديدة على الضفة الأخرى من رقعة الصراع، أي الشرعية المتعثرة: 

 إما الضغط السعودي -وهو الفاعل السياسي العسكري-، للتقارب الانتقالي الشرعي، وإما الافتكاك والإطاحة باتفاق الرياض مباشرة،  أو عبر أدوات الإصلاح العسكرية، المنضوية في الجيش الرسمي، أو تلك المتواجدة والمشكلة في تعز، على حدود المحافظات الجنوبية، بحثاً عن بديل للهزيمة شمالاً، ولمراكمة أوراق صالحة للاستخدام، في أي مفاوضات قادمة. 

مأرب نقطة مفصلية تتخطى جغرافيتها، لتطال كل تفاصيل وتعقيدات الحرب في كل اليمن:

إما نقطة نهاية وإما فاتحة لفصل جهنمي حربي جديد.

*  *  *

إن سقطت مأرب سقطت الشرعية، وعدن أيا كانت الحسابات لن تكون البديل. 

صياغة مبادرة مناصفة الحكم بين من يملك كل شيء، وبين من لا يملك على الأرض شيئا، فكرة لا تستقيم مع مفهوم إدارة التفاوض، وعلم السياسة.  

التصعيد في مأرب لإسقاطها، هو للشرعية قاصمة ظهر.