خالد سلمان يكتب:

اليمن ومعركة إيران لبسط النفوذ

جدول أعمال مفاوضات فيينا أو ما يعرف ب5+1، لم يعد محصوراً بالملف النووي الإيراني وحده، بل بحزمة قضايا من ضمنها البرنامج الصاروخي، ودور إيران في المنطقة، ابتداءً من العراق وسوريا ولبنان وحتى اليمن، مروراً بتهديد المصالح الدولية وخطوط الملاحة ومصادر الطاقة. 

سلسلة لقاءات على مستوى القمة واللجان الوزارية، شهدتها دول الخليج، وبمشاركة فاعلة من مصر، للبحث في قضية واحدة، الأداء الناجع لوقف التهديدات الإيرانية، وممارسة شتى الضغوط للحيلولة دون امتلاك طهران القنبلة النووية، ووقف تمددها في مناطق متاخمة للسعودية في معركة بسط النفوذ. 

مصر ودخولها على خط الصراع مباشرة، يحدث نقلة وفارقاً في التوازنات لغير صالح إيران، ويضيف ورقة قوة ربما تساعد على تمرير تصورات حل، في ما يخص الحرب في اليمن بمعية الرباعية الدولية. 

لا زلنا أمام مواجهة متعددة الوجوه، اصطفافات إقليمية، تصعيد للخطاب الدولي ضد إيران، خيار عسكري تلوح به واشنطن وتل أبيب، إذا لم تغادر طهران خانة التصلب في مطالبها، كل ذلك سينعكس على الوجهين سلباً وإيجاباً على ملف حرب اليمن.

 حلحلة الاستعصاءات سيفتح كوة ضوء باتجاه التفاهمات، حول مجموع الملفات الإقليمية ومنها الأزمة اليمنية، فيما فشل المفاوضات سينعكس تصعيداً حربياً في اليمن، وتوظيف أي مكسب ميداني، في ترجيح كفة المطالب الإيرانية في ساحة المفاوضات الدولية. 

اليمن ساحة حرب مكلفة لشعبه، مستنزفة للجوار في آن معاً، ولكنها تكاد أن تكون مجانية الكلفة، ثرية المردود لصالح إيران، حيث تخوض حرب الوكالة ببنادق يمنية، ضد خصمها العتيد السعودية، وفي قلب أراضيه وفي خاصرة أمنه الداخلي بلا تكاليف تُذكر.  

تسييل التصلب الإيراني، وإجباره على تقديم التنازلات، خط مرور إجباري للحل في اليمن، حيث لا ورقة ضغط ضد الحوثي سوى طهران.