تقارير وتحليلات
"لاعب رئيسي في محور المقاومة"..
أذرع إيران اليمنية تقاتل في سوريا.. الحوثيون وإعادة تشكيل الاستراتيجية الإيرانية في الإقليم بعد انتكاسة حزب الله
التمهيد أفادت وسائل إعلام إقليمية ودولية بأن قيادات وعناصر من جماعة الحوثيين اليمنية الموالية لإيران ظهرت تقاتل إلى جانب فصائل موالية للنظام السوري[1]، الذي تكبّد خسائر عسكرية كبيرة خلال خمسة أيام من معارك ضارية.
ووفقًا لتقارير صحفية[2]، دخلت عناصر حوثية إلى الأراضي السورية عقب تهديدات أطلقها زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، الذي تعهد بتوسيع نطاق ما وصفه[3] بـ"الحرب ضد إسرائيل". وادعى الحوثي أن جماعته ستفاجئ إسرائيل والولايات المتحدة بعمليات برية قريبًا، على غرار عملياتها في البحر الأحمر.
وفي السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام روسية أن قوة عسكرية تابعة للحوثيين بحجم لواء دخلت سوريا لدعم قوات النظام. كما أشارت تقارير صحفية أخرى إلى أن هذه العناصر تسللت إلى سوريا عبر العراق، في اعقاب مزاعم تحدث عن تسلل تلك العناصر عبر الحدود مع الأردن.
وخلال الأيام الماضية، شهدت مدينة حلب وأريافها مواجهات عنيفة، أسفرت عن سيطرة الفصائل المسلحة على المدينة بالكامل، بما في ذلك أحياؤها وريفها الغربي والجنوبي. وتزامنًا مع ذلك، انحرفت المواجهات إلى ريف حماة الشمالي، حيث تمكنت الفصائل من السيطرة على عدة قرى وبلدات، أبرزها صوران، طيبة الإمام، حلفايا، معردس، ومنطقة قلعة المضيق، وفقًا لتقرير نشرته قناة "الحرة" الأمريكية.
الفصائل المسلحة تضم مجموعات متنوعة، أبرزها "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقًا)، المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة. وتلعب الهيئة دورًا رئيسيًا في العمليات العسكرية الحالية.
في المقابل، يضم الطرف الآخر قوات النظام السوري المدعومة بميليشيات متعددة الجنسيات موالية لإيران. وقد شنت هذه القوات أكثر من 45 غارة جوية باستخدام البراميل المتفجرة في محاولة لوقف تقدم المعارضة، لكنها لم تحقق نجاحًا كبيرًا حتى الآن.
تهدف الفصائل المسلحة إلى تكرار سيناريو السيطرة على حلب في ريف حماة، مع تعزيز مواقعها عسكريًا وتأمين المناطق التي سيطرت عليها. وفي المقابل، يسعى النظام السوري لاستعادة المناطق التي خسرها في جنوب حلب وشمال حماة، إلا أن المعارك الطاحنة لم تسفر حتى الآن عن اختراقات كبيرة لصالحه.
يمثل فقدان حلب أكبر انتكاسة عسكرية للنظام السوري منذ استعادة أجزاء كبيرة من البلاد بدعم روسي وإيراني. ومع تقدم المعارضة في ريف حماة، يلوح خطر توسيع نطاق سيطرتها على وسط سوريا، مما قد يؤدي إلى قطع خطوط الإمداد بين الشمال والجنوب، وهو تطور قد يغير توازن القوى على الأرض.
بينما لا تزال الحدود التي يمكن أن تصل إليها الفصائل المسلحة غير واضحة[4]، تشير استراتيجيتها إلى نية مواصلة التقدم في ريف حماة وتثبيت المكاسب على غرار ما حدث في حلب، مما ينذر بمزيد من التصعيد في الأيام المقبلة.
المقدمة
العلاقة بين إيران والجماعات المسلحة المدعومة منها تمثل جانبًا محوريًا في استراتيجيتها الإقليمية المعقدة، التي تهدف إلى تعزيز نفوذها وترسيخ وجودها في منطقة الشرق الأوسط. تستغل طهران الأوضاع غير المستقرة في دول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن لتحقيق أهدافها، معتمدة على جماعات مسلحة تمثل أدوات تنفيذية لتحقيق طموحاتها السياسية والعسكرية.
تهدف إيران من خلال دعمها لهذه الجماعات إلى إنشاء ما يُعرف بـ"الهلال الشيعي"، الذي يمتد من إيران مرورًا بالعراق وسوريا ولبنان ووصولًا إلى اليمن، ويشرف "الحرس الثوري الإيراني" و"فيلق القدس" على تنفيذ هذه الأجندة عبر عمليات عسكرية واستخباراتية دقيقة تهدف إلى تأمين ممرات استراتيجية للإمدادات اللوجستية والعسكرية.
تشمل الجماعات المدعومة من إيران كيانات متنوعة، مثل "حزب الله" اللبناني، الذي يُعد أبرز أدواتها الإقليمية منذ التسعينيات، حيث يساهم في تحقيق مصالح إيران في لبنان وسوريا واليمن، بالإضافة إلى دوره في النزاع مع إسرائيل. تدعم إيران "حزب الله" عسكريًا ولوجستيًا، مما يجعله أحد أعمدة استراتيجيتها الإقليمية.
في اليمن، يمثل الحوثيون أحد أذرع إيران الرئيسية. منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء عام 2014، زودتهم طهران بأسلحة نوعية، من ضمنها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وأرسلت خبراء عسكريين لتدريبهم، بهدف تهديد الأمن السعودي وتحقيق نفوذ استراتيجي في شبه الجزيرة العربية.
في سوريا، تدعم إيران النظام السوري عبر إرسال قوات عسكرية ودعم ميليشيات شيعية مثل "فاطميون" و"زينبيون". هذه الميليشيات تلعب دورًا رئيسيًا في دعم الجيش السوري واستعادة السيطرة على الأراضي من المعارضة المسلحة.
أما في العراق، تُعد ميليشيات "الحشد الشعبي" إحدى الأدوات الرئيسية لتعزيز النفوذ الإيراني، حيث تساهم في محاربة تنظيم "داعش" وتؤثر على الساحة السياسية العراقية، مما يعزز الهيمنة الإيرانية على القرار السياسي هناك.
تبرر إيران دعمها لهذه الجماعات بادعاء مواجهة التهديد الإسرائيلي، مستخدمة هذه الكيانات كأدوات استراتيجية لتعزيز نفوذها وردع خصومها الإقليميين والدوليين. إلا أن الضغوط الاقتصادية والعسكرية، الناتجة عن العقوبات الدولية وغيرها من التحديات، قد تؤثر على قدرتها على الاستمرار في دعم هذه الجماعات بالزخم ذاته.
العلاقة بين إيران والحوثيين ودور جماعة الإخوان المسلمين
بدأت العلاقة بين إيران والحوثيين في التبلور بشكل تدريجي مع تصاعد الأزمة اليمنية منذ 2014، حيث تحول الدعم الإيراني من إطار سياسي محدود إلى شراكة استراتيجية شاملة تشمل أبعادًا عسكرية ولوجستية وأيديولوجية. يرتبط هذا التحالف بسياق إقليمي أوسع يتمحور حول المنافسة بين إيران والمملكة العربية السعودية، ومحاولات طهران لتعزيز نفوذها في شبه الجزيرة العربية وتحقيق مصالح استراتيجية طويلة الأمد.
الحوثيون ينتمون إلى المذهب الزيدي الشيعي، الذي يشترك في بعض الجوانب العقائدية مع المذهب الشيعي الإثني عشري الذي تمثله إيران. ورغم الاختلافات بين المذهبين، فإن التقارب العقائدي عزز العلاقات، خاصة مع تبني الحوثيين خطابات ثورية متأثرة بالإيديولوجيا الإيرانية.
تدعم إيران الحوثيين كجزء من مشروعها الإقليمي لتعزيز الهوية الشيعية وتقويض الهيمنة السنية في المنطقة، مما يجعلهم شريكًا طبيعيًا في مواجهة السعودية والقوى السنية الأخرى.
وتسعى إلى بناء "الهلال الشيعي"، وهو مشروع استراتيجي يمتد من طهران عبر العراق وسوريا ولبنان وصولًا إلى اليمن.
وتستغل إيران الصراع في فلسطين للسيطرة على البحر الأحمر والممرات البحرية الحيوية.
وزودت إيران الحوثيين بأسلحة متطورة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وقدمت تدريبًا عسكريًا واستخباراتيًا عبر مستشارين من "الحرس الثوري الإيراني" وخبراء من "حزب الله" اللبناني. هذا الدعم مكّن الحوثيين من تحسين قدراتهم القتالية ورفع كفاءتهم العسكرية.
وتسعى إيران منذ ثورة 1979إلى تصدير نموذجها السياسي القائم على ولاية الفقيه، ورغم أن الحوثيين يقولون إنهم لا يلتزمون بهذا المبدأ، إلا أن خطابهم الثوري يتقاطع مع الرؤية الإيرانية في مقاومة القوى الغربية، وهم يعتبرون جزءًا من "محور المقاومة"، الذي تقدم طهران من خلاله تصورات للشيعة العرب بأنها تسعى إلى تقويض النفوذ السني في المنطقة، لا سيما في اليمن وشبه الجزيرة العربية، ورغم اختلاف المذهب الزيدي عن الإثني عشري، فإن التقديس المشترك لآل البيت، والمعارضة التاريخية للهيمنة السنية، يوفران أرضية لتعزيز المشروع الإيراني في اليمن من خلال القبائل الزيدية التي انخرطت في القتال إلى جانب الحوثيين، بل أن قيادات عسكرية من ذات القبائل أعلنت الولاء للحوثيين على حساب حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي قتله الحوثيون خلال محاولته اخراجهم من صنعاء في الثاني من ديسمبر العام 2017م.
قاد الرئيس علي عبد الله صالح انتفاضة مسلحة ضد الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، بعد إعلان فضّ تحالفه معهم، في خطوة تهدف إلى إعادة السيطرة على العاصمة وطرد الاذرع الإيرانية منها، إلا أن غياب الدعم الكافي من قبل (السعودية) وخذلان بعض القبائل الزيدية ساهم في إضعاف موقفه، وهو ما جعله فريسة سهلة للحوثيين، الذين قضوا على الانتفاضة بقتل صالح في منزله بعد محاصرته لساعات."
وبعد قتل "صالح"، عززت إيران من دعم الحوثيين بشكل أكبر، وقادت مفاوضة سرية أفضت إلى ابرام جماعة الإخوان المدعومة السعودية اتفاقية هدنة طويلة المدى معهم، بعد ان تقاطعت مصالح الحوثيين وجماعة الإخوان التي يتزعمها "أولاد عبدالله بن حسين الأحمر"، زعيم القبائل الزيدية الراحل ومؤسس جماعة الإخوان اليمنية، والأخيرة كانت قد قادت انتفاضة شعبية ضد الرئيس الراحل، دفعته إلى التنحي عن السلطة بعد محاولة قتله في تفجير مسجد الرئاسة في النهدين عام 2012م.
ولم يقتصر الأمر عند تصفية الرئيس صالح، بل تطور الأمر الى تسليم أسلحة نوعية كانت السعودية قد قدمتها للجيش اليمني في مأرب، ضمن جهود دعم الحرب ضد الانقلابيين، حيث استولى الحوثيون على أسلحة نوعية في فرضة نهم والجوف وقانية في البيضاء.
كان تأثير "الزيدية السياسية" واضحا في الحرب، فلم يتم تحرير أي منطقة يمنية (شمالية)، رغم الغارات الجوية المكثفة، وهو ما أكد علو كعب إيران في المناطق اليمنية الزيدية، بل وحتى المناطق "السنية" كالحديدة وتعز والبيضاء ومأرب التي يسيطر الحوثيون على "الجزء الكبير" فيها.
في العام 2019م، استعاد الحوثيون -بتواطؤ من حلفاء السعودية المحليين-، السيطرة على كامل محافظتي الجوف والبيضاء والعودة مرة أخرى صوب الجنوب، باجتياح ريف محافظة شبوة "بيحان"[5]، عقب انسحاب "قوات عسكرية يمنية يقودها نائب الرئيس اليمني السابق علي محسن الأحمر"، الذي يعد من أبرز الرموز الزيدية العسكرية.
كانت السيطرة على "ريف المحافظة الجنوبية النفطية"، فرصة أمام إيران لإظهار تحالفها مع الحوثيين بشكل رسمي، حيث اتخذت خطوة استراتيجية لتعزيز نفوذها في اليمن، بتعيين القيادي في فيلق القدس "حسن إيرلو" سفيرًا لها في العاصمة صنعاء.
وصول إيرلو إلى العاصمة اليمنية في أواخر عام 2020 كان خطوة غير مسبوقة، وقد لعب دورًا محوريًا في تقديم الدعم الاستراتيجي للحوثيين، بما في ذلك تعزيز القدرات العسكرية واللوجستية، ونسج التحالفات مع القبائل والقيادات العسكرية وشراء الذمم.
وقد أضفى وجود إيرلو مع الحوثيين، طابعًا رسميًا على العلاقات بين إيران والحوثيين، وأثار ردود فعل إقليمية ودولية، حيث اعتبرته السعودية والولايات المتحدة دليلاً على تدخل إيران المباشر في اليمن، إلا أن حياته في صنعاء لم تدم طويلاً، حيث توفي في ديسمبر 2021 بسبب مضاعفات إصابته بفيروس كورونا، وفقًا للبيانات الرسمية الإيرانية.
سيطرة الحوثيين على ريف "شبوة"، لم يستمر طويلا، حيث قادت دولة الإمارات العربية المتحدة "الشريك الفاعل في التحالف العربي"، معركة "إعصار الجنوب"، انتهت بطرد الحوثيين من كامل المحافظة النفطية، وهو ما مثل انتكاسة كبيرة، وكشف عن "هشاشة"، الاذرع الإيرانية التي كانت تعتمد في معاركها على "التواطؤ من قبل الحلفاء المحليين للسعودية".
معركة بيحان، أكدت علو كعب القوات المدعومة من الإمارات، والتي تمتلك استراتيجية عسكرية احترافية، نجحت إلى حد كبير في تأمين كامل محافظة شبوة، وهو الأمر الذي ألقى بظلاله على حلفاء السعودية في مأرب، الذين سبق لهم وشنوا حربا واسعا في العام 2019م، بغية اسقاطها لمصلحة نفوذ إقليمي، يتعارض وتطلعات الجنوبيين في استعادة دولتهم.
دور الحوثيين في الاستراتيجية الإيرانية الإقليمية
بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023م وتصاعد التوترات في المنطقة بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، كثّفت إيران جهودها لتعزيز نفوذها الإقليمي عبر أذرعها المسلحة، بما في ذلك الحوثيون في اليمن. استثمرت إيران بشكل كبير في تطوير القدرات العسكرية للحوثيين، حيث زودتهم بأسلحة متطورة مثل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. بالإضافة إلى الدعم اللوجستي، قدمت إيران تدريبات تكتيكية وفنية لمقاتلي الحوثيين في إيران ولبنان والعراق، مما أدى إلى تحولهم من جماعة محلية ذات قدرات محدودة إلى قوة عسكرية إقليمية ذات تأثير واسع.
والهدف الأول للدعم الإيراني للحوثيين "مواجهة السعودية" استخدام الحوثيين كأداة لشن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة يعكس استراتيجية إيران للضغط على الرياض وتهديد أمنها القومي، فالحوثيون أصبحوا قادرين على تهديد الممرات البحرية الحيوية، مثل مضيق باب المندب، مما يعزز أوراق إيران في أي مفاوضات أو صراعات مع القوى الإقليمية والدولية.
فالهجمات الحوثية على أهداف بحرية تُستخدم كوسيلة ضغط إيرانية على الغرب، خاصة فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية والمفاوضات النووية، والسعودية بلا شك في طليعة الأهداف الإيرانية، فعلى الرغم من التهدئة النسبية بين طهران والرياض عقب توقيع اتفاق بكين في مارس 2023، أظهرت إيران أنها مستمرة في استخدام الحوثيين كوسيلة لزيادة نفوذها الإقليمي. إعلان الحوثيين عن تشكيل ما يُسمى بـ"المجلس العسكري السعودي" في صنعاء كان رسالة واضحة موجهة إلى السعودية.
وفق تصريحات أذرع إيران في اليمن، يهدف المجلس إلى "مواجهة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وإسقاط نظام الحكم في المملكة"، على الرغم من تصريحات التهدئة مع الرياض، فإن هذا الإعلان يعكس استمرار إيران في اللعب على التناقضات الإقليمية واستعراض قدراتها عبر الحوثيين.
لكن أجمالا أصبحت إيران تعتمد على الاذرع اليمنية ليس في على مستوى الصراع اليمني الداخلي، بل أن هذه الجماعة أصبحت جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى خلق تهديد مباشر للسعودية (أولا) واستخدام الحوثيين كورقة ضغط في النزاعات الإقليمية، بما في ذلك النزاع مع إسرائيل والمفاوضات مع القوى الغربية، وتأكيد النفوذ الإيراني على الممرات البحرية الاستراتيجية، مثل باب المندب والبحر الأحمر، مما يهدد التجارة العالمية ويعزز من دور إيران كفاعل رئيسي في المنطقة.
وذهبت إيران في مناهضة السعودية رغم اتفاق بكين إلى ارسال معارضين سعوديين إلى صنعاء، بالتنسيق مع الحوثيين، وعقد هؤلاء اجتماعات مع قيادة الجماعة اليمنية المسلحة، وتم تخصيص سكن لهم في العاصمة اليمنية، قبل ان ينظموا أنشطة مناهضة للسعودية، وتشكيل معارضة لتوجهات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقد ألمحت قيادات حوثية إلى ان المعارضة السعودية ستنتقل للعمل في الداخل السعودي، ودخول المعارضين السعوديين إلى اليمن تم الإفصاح عنه بعد عملية عاصفة الحزم التي أطلقتها السعودية بالشراكة مع الإمارات ودول خليجية وعربية أخرى في العام 2015، حيث وفروا لهم ملاذًا ودعمًا، ومن أبرز الشخصيات السعودية المعارضة "دخيل القحطاني وعلي هاشم الحاجي، استخدمت صنعاء كقاعدة لمعارضة النظام السعودي.
تدرك السعودية البعد الإيراني من استخدام صنعاء كـ"غرفة عمليات" محتملة لتهديد أمنها، لكن هناك مبررات بان ما يقوم به المعارضون السعوديون في صنعاء، لا يشكل أي خطورة وانما هم كأدوات لزيادة الضغط على الرياض، لكن ما تقوم به إيران في اليمن يمكن أن يؤدي إلى تصعيد جديد، من خلال إمكانية استغلال المعارضة السعودية كجزء من استراتيجية أوسع لزعزعة الاستقرار في المملكة.
هذا التحول يعكس مدى أهمية الحوثيين في الاستراتيجية الإيرانية، ويؤكد أن الدعم الإيراني للحوثيين ليس فقط عسكريًا، بل يشمل أيضًا بُعدًا سياسيًا واقتصاديًا لتحقيق أهداف طهران الإقليمية، فهي تعتبرهم جزءًا من "محور المقاومة" الممتد من طهران إلى بيروت وصنعاء..
قبل نحو عقد، مكنت إيران أذرعها اليمنية من السيطرة على صنعاء ومناطق واسعة في اليمن، مما أعطاها نفوذًا استراتيجيًا بالقرب من البحر الأحمر، وخلال العامين 2023 و2024، تصاعدت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ومناطق خليج عدن ومضيق باب المندب، حيث شملت الهجمات استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للسفن، إلى جانب محاولات اختطاف السفن.
وشهدت الفترة زيادة ملحوظة في استهداف السفن المدنية والتجارية، ما تسبب في اضطرابات كبيرة لحركة الملاحة الدولية وارتفاع تكاليف الشحن العالمي، خاصة عبر مضيق باب المندب.
واستُخدمت الأسلحة البحرية المتطورة، بما في ذلك القوارب المفخخة والغواصات، مع إعلان الحوثيين عن خطط لتصعيد عملياتهم في المنطقة. في نهاية 2023 وحدها، تزايدت الهجمات بشكل كبير، ما دفع بعض خطوط الشحن العالمية إلى تجنب الإبحار في البحر الأحمر وتحويل مساراتها عبر رأس الرجاء الصالح لتفادي التهديدات[6].
إن التحركات الحوثية والانتقال إلى القتال في سوريا بدعم إيراني يؤكد أن طهران، باتت تعتمد على الحوثيين في توسيع استراتيجية القتالية[7]، حيث ترى الباحثة غير المقيمة لدى مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات "رولا القط" إن التحالفات العابرة للحدود للتحركات الإيرانية في سوريا تمثل جزءًا محوريًا من استراتيجيتها الإقليمية، التي تعتمد على شبكة من الحلفاء والجماعات المسلحة لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري. في هذا الإطار، كشفت تقارير متعددة عن مشاركة مقاتلين حوثيين في الحرب السورية، الأمر الذي يُظهر تقاطع المصالح بين طهران والجماعات الموالية لها، بما يعكس أبعادًا إقليمية أوسع تهدف إلى إعادة تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط.
وأكدت القط أن الدور العسكري للحوثيين، الذين اكتسبوا خبرة ميدانية كبيرة في اليمن، يشاركون في المعارك إلى جانب قوات النظام السوري، خاصة في المناطق التي تشهد معارك حامية مثل إدلب وحلب. التقارير الإعلامية تشير إلى أن دورهم لا يقتصر على القتال التقليدي، بل يشمل تشغيل طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية، وهو أمر يتماشى مع الدعم الإيراني لتعزيز موقف نظام الأسد في مواجهة خصومه المحليين والإقليميين".
ولفتت إلى أن الدعم الإيراني تتم عملية نقل المقاتلين الحوثيين إلى سوريا بتنسيق إيراني كامل، مما يعكس حجم التعاون بين الطرفين. إيران، التي تدير ميليشيات متعددة الجنسيات في سوريا مثل حزب الله اللبناني وميليشيات عراقية وأفغانية، ترى في الحوثيين إضافة مهمة لقدراتها العملياتية في مواجهة الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا أو القوى الغربية.
وقالت القط في حديث خاص لـ(اليوم الثامن) إن الأهداف السياسية مشاركة الحوثيين في سوريا تمثل رسالة واضحة من طهران بأن حلفاءها قادرون على العمل عبر أكثر من ساحة نزاع لتحقيق الأهداف الإيرانية. هذا التحرك يعزز أيضًا الروابط بين إيران ونظام الأسد، ويمثل توظيفًا استراتيجيًا للجماعات المسلحة ضمن مشروع “محور المقاومة” الذي تسعى طهران لتثبيته كواقع في المنطقة".
واشارت إلى أن التوترات الإقليمية وجود الحوثيين في سوريا يزيد من حدة التوترات الإقليمية، خاصة مع دول مثل تركيا وإسرائيل، التي ترى في هذا التحرك الإيراني تهديدًا مباشرًا لمصالحها. وقد يؤدي هذا التواجد إلى تصعيد جديد، سواء في شمال سوريا أو في مناطق أخرى، مع احتمالية تدخلات دولية أوسع لاحتواء الموقف".
وترى القط أن "توظيف الجماعات المسلحة يعكس هذا التحرك مدى اعتماد إيران على الجماعات المسلحة كأدوات لتنفيذ سياساتها الخارجية، ما يُظهر طبيعة الصراعات بالوكالة التي تتزايد في المنطقة. مشاركة الحوثيين تُبرز قدرة طهران على استخدام وكلائها بفعالية في عدة ساحات، بما يحقق أهدافها دون الانخراط المباشر في الصراعات".
وتحدث الباحث في "اليوم الثامن" عن أبعاد استراتيجية ومستقبل معقد، من وجود الحوثيين في سوريا، فهو ليس مجرد خطوة عابرة، بل هو جزء من استراتيجية إيرانية تهدف إلى توسيع نفوذها الإقليمي عبر وكلائها. هذا التحرك يضيف تعقيدًا جديدًا إلى المشهد السوري والإقليمي، حيث يساهم في تعميق الانقسامات وتوسيع رقعة المواجهة. المجتمع الدولي بحاجة إلى التعاطي بجدية مع هذه التحركات من خلال العمل على تخفيف التصعيد وتعزيز الجهود الدبلوماسية للوصول إلى حلول سياسية مستدامة للأزمة السورية".
الاتفاق الإيراني مع السعودية وتعويض انتكاسة حزب الله
لم يكن النظام الإيراني راضياً عن استمرار حزب الله في تنفيذ اجندته، فحرب السابع من أكتوبر 2023م، كشفت عن هشاشة الذراع الإيرانية في الجنوب اللبناني، فزعيم حزب الله حسن نصر الله الذي هدد إسرائيل، في حال أقدمت على شن هجمات على قواته، لكن تل أبيب اختبرت تهديدات حسن نصر الله باستهداف ابرز قادة الحزب، وصولا إلى تصفية حسن نصر الله[8]، لكن إيران ذهبت في استراتيجية الاعتماد على الحوثيين، خاصة بعد تراجع تأثير حزب الله جراء الأزمات الاقتصادية في لبنان والضغوط الدولية، حيث استغلت طهران الحوثيين لتعويض تراجع قدرات حزب الله، هذه الاستراتيجية تهدف إلى توسيع النفوذ الإيراني، من خلال موقع اليمن الاستراتيجي ودوره في تعزيز الهيمنة على خطوط الملاحة الدولية، حيث ان المخزون البشري في مناطق اليمن الشمالية، يمكن ان يصبح جزءا من قوة الحوثيين، الذين استطاعوا تقديم رسائل سياسية من خلال تظاهرات أسبوعية في صنعاء، بأنهم يمتلكون قاعدة شعبية كبيرة، يمكن لها ان تعزز من دورهم كقوة عسكرية بشرية ضخمة، وارسال قوات من صنعاء الى سوريا والعراق والتورط في ارسال مرتزقة للتورط في القتال بالحرب الروسية الأوكرانية، دليل على ان إيران أصبحت تراهن على الحوثيين أكثر من أي جماعات مسلحة أخرى بموالية، بما في ذلك حزب الله والجماعات المسلحة في العراق.
إيران، التي طالما ركزت على المشرق العربي في سياستها الإقليمية، تشهد تحولًا تكتيكيًا مهمًا يتمثل في تعزيز نفوذها جنوبًا، مع التركيز على اليمن والبحر الأحمر. هذه الاستراتيجية الجديدة تعكس رغبتها في تخفيف الضغط على المشرق العربي، فالتحديات المتزايدة التي تواجه حلفاء إيران التقليديين في لبنان وسوريا، بما في ذلك الأزمات الاقتصادية والسياسية وتراجع نفوذ حزب الله، والهجمات الإسرائيلية المتكررة على البنية العسكرية الإيرانية وحلفائها في سوريا، يدفع إيران إلى أن تجعل من الحوثيين ذراعا قويًا في الجنوب، لتهديد دول المنطقة وعلى رأسها السعودية والملاحة الدولية عبر باب المندب، وهو ما يعني في الاستراتيجية الإيرانية تكثيف الدعم للحوثيين تزويدهم بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة المتطورة، خاصة في ظل تراخي حكومة مجلس القيادة الرئاسي، في تأمين موانئ المهرة التي تعد أحد أهم شريان تهريب الأسلحة المتطورة للحوثيين في صنعاء، من خلال مناطق تسيطر عليها قوات تدين بالولاء لجماعة الإخوان المسلمين، وتحظى بدعم سعودي كبير، كقوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموتـ، وحصول الحوثيين على أسلحة إيرانية نوعية، يعني قدرتهم على استهداف البنى التحتية في دول الخليج.
ويتوقع ان تعتمد إيران بشكل متزايد على الوكلاء المحليين في اليمن والعراق وسوريا لتقليل تكاليف الحروب البشرية والسياسية، فاستخدام الحوثيين، وميليشيات أخرى في العراق وسوريا، يعزز من قدرتها على المناورة الإقليمية دون مواجهة مباشرة مع القوى الكبرى.
إن نقل الصراع جنوبًا يخلق جبهات جديدة تربك خصوم إيران الإقليميين، مثل السعودية والإمارات، وقد يزيد من التوتر بين طهران والدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اللتان تعتبران باب المندب منطقة استراتيجية للأمن القومي العالمي، لكن توسيع دائرة النزاعات يمنح طهران فرصة لفرض نفسها كقوة إقليمية، بالإضافة إلى أن نقل الصراع يمكن له ان يساهم في تخفيف الضغط الشعبي في داخل إيران عبر تسليط الضوء على الصراعات الخارجية، وتحويل الأنظار عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعانيها الشعب الإيراني.
الخلاصة
نجحت إيران من خلال التهدئة مع السعودية، إلى الحفاظ على قوة الحوثيين، بعد نحو عامين من ابرام اتفاقية هدنة مع الأذرع السعودية المحلية في مأرب (جماعة الإخوان)، والذين انسحبوا من مناطق استراتيجية كفرضة نهم والجوف وقانية في البيضاء، وصولا إلى ريف محافظة شبوة النفطية الجنوبية، فالاتفاق السعودي الإيراني، جعل من الحوثيين قوة إيرانية استراتيجية، بالنظر الى حجم الأسلحة النوعية التي أصبحوا يمتلكونها.
لقد حصل الحوثيون على أسلحة نوعية، كانت بحوزة حلفاء السعودية المحليين في مأرب.
لقد حققت إيران من خلال الاتفاق مع السعودية على مكاسب كبيرة، فهي أوقفت كل اشكال الحرب ضد الحوثيين، بما في ذلك الإجراءات التي اتخذتها حكومة عدن، بوقف التعامل مع مصارف تقع تحت سيطرة الأذرع الإيرانية في صنعاء،
إن إيران قد استفادت بشكل كبير من التقارب مع السعودية الذي رعته الصين في مارس 2023، حيث ساهم هذا الاتفاق في تحقيق أهداف استراتيجية لإيران، خاصة فيما يتعلق بحلفائها في اليمن، وقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين، وإنهاء التصعيد العسكري من التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين، وأتاح لطهران تعزيز سيطرة أذرعها على كامل المناطق الشمالية لليمن دون أي تهديد عسكري مباشر.
واقتصاديا أوقف الاتفاق الإيراني السعودي إجراءات "حكومة عدن" بحظر التعامل مع المصارف التي يديرها الحوثيون، وقد كان لتأثير اتفاق بكين القدرة على رفع الحظر الذي اتخذه البنك المركزي في عدن، وهو ما أعطى الحوثيين مزيدًا من الأدوات لتمويل عملياتهم وتوسيع نفوذهم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
لا يمكن تجاهل أن الاتفاق الإيراني قد منح الحوثيين شرعية غير مباشرة كطرف سياسي وعسكري يمكن التعامل معه في المشهد اليمني. فالمسلحون الموالون لإيران أصبحوا يحظون بدعم ضمني، مما جعلهم جزءًا من الترتيبات الإقليمية، وهو ما يعزز موقفهم السياسي داخليًا وخارجيًا. كما أن خفض التصعيد العسكري من قبل الحوثيين تجاه السعودية سمح لها بإعادة ترتيب أولوياتها، مع الحفاظ على خطاب سياسي وإعلامي تجاه الرياض، بما في ذلك الحديث عن تشكيل "مجلس عسكري" من معارضي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
من جانب السعودية، استضافت الرياض عدة مرات قيادات حوثية كانت مدرجة على قوائم الإرهاب لديها، وهو ما يعكس تحولًا في السياسة السعودية تجاه الجماعة اليمنية، كما شهدت العاصمة السعودية لقاءات مع الرئيس الإيراني السابق ومسؤولين إيرانيين، في زيارات هي الأولى من نوعها منذ أزمة إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر. هذه التحولات أكدت على التغييرات الجيوسياسية في المنطقة وفتح قنوات اتصال جديدة بين الرياض وطهران، بعد سنوات من التوتر والقطيعة، لكن بقى الحوثيين بهذه القوة، يعني ان طهران الرابح الأبرز من اتفاق التهدئة مع السعودية، ولكن الاتفاقية التي كان هدفها إعادة بناء الثقة بين الرياض وطهران، لكنها منحت إيران فرصة لتركيز جهودها على دعم الحوثيين كحليف قوي في المنطقة، وشوكة في خاصرة السعودية.
الاتفاق الذي أوقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين، أضعف موقف حكومة عدن ودول التحالف، مما أتاح للحوثيين تثبيت وجودهم السياسي والعسكري على المستوى الإقليمي، وعزز من مكانة إيران الإقليمية، فقد أظهر طهران كطرف قادر على المناورة سياسيًا وتحقيق مكاسب استراتيجية دون تقديم تنازلات ملموسة، بل أنه شكّل نقطة تحول كبيرة.
فالحوثيون الذين لم تعد لديهم أي معارك داخلية، أصبحوا الآن، أدوات إيرانية في سوريا ولبنان والعراق، فالمخزون البشري اليمني، وحالة الفقر وانعدام مصادر الدخل، تجعل من السهل على الحوثيين تجنيد الشباب اليمنيين للقتال في أكثر من جبهة، وهو ما يعني ان الاتفاق الإيراني السعودي، قد استفاد منه الحوثيون بشكل أكبر ان لم تكن الفائدة الأساسية للنظام الإيراني الذي أصبحت لديه "ذراعاً اشد بطشا من حزب الله"، الذي تعرض لانتكاسة عسكرية كبيرة بعد مقتل زعيمه حسن نصر الله وأبرز قادته، على يد الجيش الإسرائيلي.
لكن هذا الاتكالية الإيرانية على الحوثيين في التصعيد تجاه إسرائيل، قد يدفع الأخيرة الى تكرار سيناريو التعامل مع حزب الله، مع الحوثيين، وهو ما قد يجعل زعيم الحوثيين عرضة لعملية إسرائيلية اشبه بعملية تصفية حسن نصر الله، وللحفاظ على ذلك قد تخفض إيران بشكل أكبر من التصعيد تجاه تل ابيب للحفاظ على الحوثيين "كمكسب مهم لتحقيق اجندة في المنطقة".
مصادر:
[1] Houthis in Syria: Genuine threat or political posturing- المجلة سبتمبر 2024
[2] تقارير صحفية سورية
[3] Houthis in Syria: Genuine threat or political posturing- المجلة سبتمبر 2024
[4] حروب وأزمات.. حصاد 45 عاما من التدخل الإيراني في الشؤون العربية- الحرة غزوان الميداني- واشنطن 26 نوفمبر 2024
[5] "زعيم قبلي يوجه رسالة للقبائل".. كيف تسعى أذرع الإخوان الميليشياوية لعرقلة تحرير بيحان - اليوم الثامن : https://alyoum8.net/posts/88992
[6] الحوثيون.. ذراع إيران التي فجرت اليمن وهددت جيرانه - الحرة 01 ديسمبر 2024
[7] Israel-Hamas war: UN demands Houthis halt Red Sea attacks - dw.com
[8] من هو حسن نصرالله أمين عام حزب الله الراحل؟ - بي بي سي عربية
الاتفاق الإيراني السعودي.. هل دفع طهران والخليج نحو المصالحة البراغماتية؟
بعد الاتفاق السعودي الإيراني.. الرياض تخطط لإغلاق حدودها مع اليمن عبر سياج أمني
الاتفاق السعودي الإيراني.. محادثات القنوات الخلفية مع الحوثيين للخروج من حرب اليمن
واشنطن تضيق الخناق على ناقلات النفط الإيرانية: الصين تبحث عن بدائل
تركيا تعيد ترتيب المشهد السوري: إيران بين الضغوط الإقليمية والعزلة الدولية
تحرير حلب يعمق أزمة الأسد ويهز مشروع إيران الإقليمي
الاقتصاد الإيراني يقترب من الانهيار.. ونواب البرلمان يهددون باستجواب بزشكيان
أحكام قاسية بحق سجناء سياسيين في إيران.. والاحتجاجات تتواصل
محادثات جنيف حول النووي الإيراني: توافق على الحوار وسط توترات متزايدة
إيران تحت المجهر الدولي: تهديدات بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي
إيران ترحب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله وتؤكد دعم المقاومة (ترجمة)
مريم رجوي تُدين انتهاكات حقوق المرأة في إيران وتؤكد على ضرورة دعم حريات النساء